ماذا لو استيقظ العالم يوماً ووجد أنه بلا إنترنت ؟!

أصبح وجود الإنترنت أمراً حيوياً لازدهار المجتمعات الإنسانية وتطورها، فقد نمت أعداد المشتركين خلال أربعين سنة هي عمر شبكة الإنترنت، والأعمال التي ترتبط بها بشكل سريع ومذهل،

في المقابل، سبب ذلك ضغطاً هائلاً على خطوط الاتصال، وشبكات توزيع الإنترنت التي لم تتطور بنيتها التحتية لاستيعاب هذا الضغط الكبير ما يجعلها عرضة لمخاطر تهدد بانقطاعها عن بعض المستخدمين في العالم وحدوث أزمات وخسائر لاتحمد عقباها.‏‏

ولكن ماذا ستكون النتائج لو استيقظ العالم ذات يوم ووجد انه بلا شبكة إنترنت، ربما الحالة افتراضية لكنها قد تقع حسب تقديرات العلماء الذين يحذرون من وقوعها إذا لم يتم تحديث الشبكة وتطويرها لتلبي الحاجات المتزايدة لها في العالم.‏‏

الكاتب العلمي بينيت ديفيس كتب مقالاً في مجلة (نيو سانتست) شرح فيه المخاطر المحتملة، وبعض المحاولات لتطوير الشبكة، ويرى أن شبكة الإنترنت ترزح تحت ضغط نجاحها الهائل، فبالرغم من مرور أربعين عاماً على إنشائها، إلا أن أي محاولات لتحديثها لم تتم إلا مؤخراً.‏‏

ويشير الكاتب إلى أنه في 18 تموز 2001 اخترق قطار شحن نفق (شارع هاورد) في مدينة بالتيمور بولاية ميرلاند، ما تسبب في تدفق 20 ألف لتر من حمض الهيدروكلوريك وتسبب بحريق كيميائي دمر خطوط الإنترنت المصنوعة من الألياف الضوئية لثماني شركات الإنترنت.‏‏

وبعد دقائق تسبب الضغط الحاصل بتعطيل مبنيي اتصال ضخمين تمتلكهما شركة (فرايزون) للاتصالات التي لها دور حيوي في خدمة الإنترنت في أمريكا، ما سبب تباطؤاً واضحاً في الشبكة في كل الولايات المتحدة الأمريكية استمر ساعات، لأن الحادث وقع فوق أحد أهم خطوط الاتصال في الولايات المتحدة الأمريكية في الشاطئ الشرقي الذي يمر في بالتيمور.‏‏

وبعد مرور 8 سنوات على الحادثة لاتزال خطوط الإنترنت، حسب ديفيس عرضة للخطر في أميركا وحول العالم، إضافة الى عدم حصانتها ضد أخطار كبرى كالزلازل والبراكين، لافتاً الى أن خطوط الاتصال قديمة وبعضها بال جداً، لا ينقل إلا 40% من القوة المطلوبة.‏‏

ولا يبدو أن الحكومات أو شركات الاتصالات، كما يرى، تتجه إلى إصلاح هذه الخطوط وتقويتها بالسرعة المطلوبة، بالرغم من تضاعف أعداد المشتركين، وتوقعات بزيادة أعدادهم، ويصف بينيت ديفيس حال الشبكة حالياً بقوله: تبدو الإنترنت معلقة بخيط رفيع، لا في الولايات المتحدة فقط، بل في مناطق عديدة حول العالم، ومعرضة لانهيار عالمي في أي وقت، فشبكات الإنترنت يفوق عمرها عشرات السنين تعاني من إهمال واضح، وهي بحاجة سريعة إلى خطة تطوير.‏‏

وينقل عن نيك ماكوين البروفيسور في علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد الأمريكية قوله ان لديه الحل، الذي يتم عن طريق تركيب صندوق التوزيع الأسود في أماكن عشوائية مختلفة، تكون مهمتها توجيه الضغط عند حصول الأزمات في خطوط الإنترنت.‏‏

ويقول في دراسة لمعهد سويسرا الفيدرالي للتكنولوجيا قدر حجم التجارة على الانترنت بـ 7 تريليونات دولار في 2005 أي ما يقارب 12% من الناتج الدخل القومي لدول العالم، وتتوقع الدراسة تنامي حجم التجارة على الإنترنت حتى يصل الى 18% عام 2010، وتوقعت الدراسة حصول خسائر تقدر بـ 3 مليارات دولار أسبوعياً في سويسرا في حال انقطاع شبكة الإنترنت.‏‏

وإلى جانب هذا تلعب الانترنت دوراً مهماً في البنية التحتية في الكثير من الدول، كمؤسسات الكهرباء والمياه، إضافة إلى ارتباطها الوثيق بسوق الأسهم، والبنوك، ووسائل النقل في بعض الدول، كألمانيا التي ترتبط خطوط السكك الحديدية فيها بشكل وثيق مع المعلومات التي يتم تناقلها عن طريق الإنترنت حول موقع القطارات وسرعتها.‏‏

ويقول إليوت:ما زلنا بعيدين عن إنشاء شبكة إنترنت عالمية بدل الحالية، ويمكن في المستقبل استبدال خطوط الاتصال تباعاً، أو إبقاء الشبكة الحالية كما هي مع إنشاء خطوط اتصال حديثة متصلة بها تستوعب نمو الإنترنت وازدهارها المتواصل.‏‏